Popular Posts

Tuesday, 3 March 2020

كن لابنك معلما وصديقا






كن لابنك معلما وصديقًا من أجمل ما قيل عن علاقة الأب والأبن، ففي هذه المقولة كن لابنك معلما وصديقًا الكثير من الحكمة والدلالات التي يأخذها الأب في تربية الطفل، ويصاغ فيها الكثير من الفرص لتقرب الأب من الإبن حتي يساعده هذا في تربية ايجابية سليمة، وسنتناول فيما يلي بالتفصيل المنهج التوعوي في مفهوم كن لابنك معلمًا وصديقًا.









الصداقة منذ الطفولة





إن منهجية التفكير هى حصيلة خبراتك أيها الأب وهى احتراف التربية أيتها الأم فإن المحصلة التى وصلتم إليها يجب أن تتمثل للأولاد فى إسلوب التفكير وليس فى إدراك النتيجة . والسؤال الذي يثور الآن بخاطر كل منا ، هو : كيف نعلم أولادنا منهجية التفكير؟ فلنفترض مثلا :- أن إسلوب التفكير يعتمد على اكتساب مهارات الترتيب والتعاقب فى إدراك الحقائق، فالمنطقية يتم الحصول عليها عن طريق إسلوب التفكير الرأسى المعتمد على الحوار العقلى الداخلى .. المتمثل في النموذج التالي من ترتيب تحليل القضية الفكرية أياً كانت ، و هذا مما يستوجب تحليلها إلى ثلاثة مراحل أو أكثر بشكل تفصيلي في عقلك أنت أيها الوالد تبعاً لخبراتك التي كونتها على مدار حياتك الطويلة و التي خضعت فيها لتجارب التعليم و التدريب و كذلك للمحاولات المتكررة الخاضعة للصواب أو الخطأ فأنت عندما تستعرض أي قضية فكرية سواء كانت سؤالاً علمياً أو استفساراً عملياً أو استبيان عن موقف أو إنسان فأنت في تلك الحالة تُخضع تلك القضية الفكرية للترتيب من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة مثلاً على أقل تقدير و ذلك داخل عقلك ثم تُصدر قرارك النهائي دون الحاجة لذكر مراحل التفكير داخل عقلك و هذا شئ منطقي و لكن بالنسبة لمن هو في سنك و كذلك في مثل خبرتك أو من هو أقل منك قليلاً و يهتم أن يحصل منك على إجابة شافية تساعده في تطوير ذاته أما بالنسبة لإبنك فإن الأمر يتعدى مجرد الإجابه على سؤال صغير كان أو كبير ، المهم هنا أن نُعلم الطفل كيف يصل لمضمون الإجابة بشكل منطقي و ليس بشكل تلقيني ، المهم أن يتعلم الطفل هنا أن يتقصى الحقائق و المُعطيات لكي يصل لإجابة شافية صحيحة يُعتمد عليها، وهذا بالطبع في الأسئلة اليومية المتكررة من طفلك فإذا استطعت أيها الوالد أن تصل مع طفلك للمستوى الذي ينتج فيه الطفل أفكاره الخاصة فستكون قد حصلت بفضل من الله على شخصية ناجحة ، تلك الشخصية التي ستتحرى ما يفيدها و تبتعد عن ما يضرها ، فإن عُرض على هذا الطفل مثلاً في مرحلة المراهقة من أحد زملائه سيجارة فإن هذا الطفل سيعمل على البحث داخل عقله و بنفس المنهجية التي رسختها أنت أيها الوالد أثناء تربيتك له في خلال مراحل طفولته و عندها سيتعامل الطفل مع هذا الموقف ، فإن كانت المنهجية معتدلة ناجحة كانت النتيجة بإذن الله إيجابية و إن كانت التربية غير ذلك فإن الناتج سيكون و العياذ بالله شر مدقع و طفل مشرد و أنت عندها السبب . و يبقى لنا أن نستعرض نماذج التربية لكي نتعلمها معاً و لكي نتعلم كيف نرسخ عند الطفل منهجية للتفكير إيجابية ناجحة من الممكن أن تكون بالنسبة له كالحصن الذي يحميه من كل الأفكار الشيطانية التي قد يتعرض لها في غيابنا عنه وسط زملائه الفاسدين المُفسدين . تلك المراحل الثلاثة هي بمثابة الأمر التمثيلي الذي يشرح أن تكوين الأشياء عادة ما يحتاج أكثر من مرحلتين .




هي
العلاقة بين الأب وطفله منذ السنوات الأولي حتي يكبر ويتمتع بعقل يميز الصواب من
الخطأ الحق من الباطل الجميل من القبيح، فمنذ خطوات الطفل الأولي ويبدأ الأب في
متابعة طفله وتربيته علي كل ما هو صحيح ولكن هناك طرق كثير في التعليم فكثير من
الآباء يتخذوا طريق الأمر والنهي فقط ويتناسوا أن أحيانا الطفل يحتاج إلي صديق في
مثل سنه فهنا يجب علي الأب اتخاذ هذا الاحتياج في عين الاعتبار ويبدأ في الصداقة
بينه وبين ابنه حتي يتقبل الطفل كل ما هو مفيد من الأب.





الصداقة في
فترة المراهقة





ينفر
الكثير من الآباء من ابائهم في مرحلة المراهقة وتستمر شكواهم في هذه المرحلة
الحرجة في سن المراهقة للأبناء، ومع علمنا بصعوبة المرحلة إلا أن التيسير يأتي
عندما يتخذ الأب قرار الصداقة مع المراهق الشاب، ولكن يجب اتخاذ قرار الصداقة منذ
الصغر وفترة ما قبل المراهقة حتي لا يهاب الأب أباه حين يتدخل في شؤونة الخاصة،
فكن دائمًا علي قرب من طفلك خطوة بخطوة حتي لا يتفلت الزمام من يدك ويأتي بعدها
الندم حيث لا ينفع.





الصداقة في
فترة الشباب





اذا صادق
الأب طفله في الصغر فسوف يكون من السهل جدًا بلورة تلك الصداقة إلي المراحل
القادمة، فعندما يكون ابنك شاب يافع سوف تستمتع أنت عزيز الأب بهذه الصداقة حيث
أنك سوف تحتاج إلي تلك الصداقة وسوف يتيح لك هذا تقديم كل خبراتك الحياتية إلي حياة
ابنك الشاب ذو الخبرات القليلة، ولا ينتابك وقتها القلق والتوتر من تقبل ابنك إلي
توجيهاتك





كن لابنك معلمًا









عندما
سردنا فيما سبق مراحل الصداقة بين الأب وابنه فهذا لا يمحو ذكر الأب المعلم، حيث
أن الصداقة سوف تفتح أمام الأب الكثير من أبواب التعليم التي من خلالها يتاح للأب
لعب دور المعلم في حياة ابنه بكل سهولة ويسر وحينها سوف يتقبل الأبن النقض وكل
أشكال التوجيهات بصدر رحب، فلا تبني بينك وبين ابنك المسافات الكبيرة والبعد
النفسي والمعنوي من خلال الطرق التقليدية في التربية التي لا تكاد تصلح في هذا
الزمن ومع شباب اليوم والغد، وأخيرًايجب أن نعلم ابنائنا بكل حب واحترام وونترك
لهم مساحة الحرية التي يتنفسوا من خلالها حتي يروا الحياة ويستمتعوا بها فلا نقترب
منهم ونقرض عليهم الرأي الواحد لدرجة أننا نلغي شخصيتهم ونمحو كل آرائهم ولا نبتعد
عنهم لدرجة الإهمال وتركهم وحدهم بدون خبرات وحكمة.


No comments:

Post a Comment