Popular Posts

Thursday, 19 December 2019

كن لإبنك طفلاً -4- اسس تربية الاطفال عملياً

كن لإبنك طفلاً الجزء الرابع - في هذه المقالة نستعرض فيها اسس تربية الأطفال عملياً وهو النموذج الذي يتحدث عن بناء منهجية حوارية متميزة في التواصل والتفاهم والتعاون بين الأباء والأبناء بحيث يكون الطفل مسئولاً مسئولية مجتمعية أمام نفسه وقد ناقشنا هذا الأمر بالتفصيل في الكتاب ((جميع فصول الكتاب مذكورة على الموقع على شكل مقالات) فلا تكلف نفسك عناء شراء الكتاب.


تحدثنا في المقالات السابقة عن مقالتين الأولى بعنوان كن لإبنك طفلاً -1- والثاني بعنوان كن لإبنك طفلاً -2- وكن لإبنك طفلاً -3- وكن لإبنك طفلاً -4- وكن لإبنك طفلاً -5- وكن لإبنك طفلاً -6- تحدثنا فيهما عن اهمية بناء الوعي لدى عقل الطفل بداية من مولده وحتى نشأته وتحدثنا عن منهجية التفكير وكيف اننا يجب ان نستوعب اهمية بناء منهجية عقلية لبناء استراتيجيات فاعلة لتهيئته لمواجهة الحياة وقد ناقشنا قبل ذلك مقالة بعنوان القرآن ومنهجية التفكير للدكتور بسام جرار أدعوكم لمتابعة كل هذه المقالات وقرائتها مرة تلو مرة حتى نفهمها بالتفصيل.


إن منهجية التفكير هى حصيلة خبراتك أيها الأب وهى احتراف التربية أيتها الأم فإن المحصلة التى وصلتم إليها يجب أن تتمثل للأولاد فى إسلوب التفكير وليس فى إدراك النتيجة . والسؤال الذي يثور الآن بخاطر كل منا ، هو : كيف نعلم أولادنا منهجية التفكير؟ فلنفترض مثلا :- أن إسلوب التفكير يعتمد على اكتساب مهارات الترتيب والتعاقب فى إدراك الحقائق، فالمنطقية يتم الحصول عليها عن طريق إسلوب التفكير الرأسى المعتمد على الحوار العقلى الداخلى .. المتمثل في النموذج التالي من ترتيب تحليل القضية الفكرية أياً كانت ، و هذا مما يستوجب تحليلها إلى ثلاثة مراحل أو أكثر بشكل تفصيلي في عقلك أنت أيها الوالد تبعاً لخبراتك التي كونتها على مدار حياتك الطويلة و التي خضعت فيها لتجارب التعليم و التدريب و كذلك للمحاولات المتكررة الخاضعة للصواب أو الخطأ فأنت عندما تستعرض أي قضية فكرية سواء كانت سؤالاً علمياً أو استفساراً عملياً أو استبيان عن موقف أو إنسان فأنت في تلك الحالة تُخضع تلك القضية الفكرية للترتيب من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة مثلاً على أقل تقدير و ذلك داخل عقلك ثم تُصدر قرارك النهائي دون الحاجة لذكر مراحل التفكير داخل عقلك و هذا شئ منطقي و لكن بالنسبة لمن هو في سنك و كذلك في مثل خبرتك أو من هو أقل منك قليلاً و يهتم أن يحصل منك على إجابة شافية تساعده في تطوير ذاته أما بالنسبة لإبنك فإن الأمر يتعدى مجرد الإجابه على سؤال صغير كان أو كبير ، المهم هنا أن نُعلم الطفل كيف يصل لمضمون الإجابة بشكل منطقي و ليس بشكل تلقيني ، المهم أن يتعلم الطفل هنا أن يتقصى الحقائق و المُعطيات لكي يصل لإجابة شافية صحيحة يُعتمد عليها، وهذا بالطبع في الأسئلة اليومية المتكررة من طفلك فإذا استطعت أيها الوالد أن تصل مع طفلك للمستوى الذي ينتج فيه الطفل أفكاره الخاصة فستكون قد حصلت بفضل من الله على شخصية ناجحة ، تلك الشخصية التي ستتحرى ما يفيدها و تبتعد عن ما يضرها ، فإن عُرض على هذا الطفل مثلاً في مرحلة المراهقة من أحد زملائه سيجارة فإن هذا الطفل سيعمل على البحث داخل عقله و بنفس المنهجية التي رسختها أنت أيها الوالد أثناء تربيتك له في خلال مراحل طفولته و عندها سيتعامل الطفل مع هذا الموقف ، فإن كانت المنهجية معتدلة ناجحة كانت النتيجة بإذن الله إيجابية و إن كانت التربية غير ذلك فإن الناتج سيكون و العياذ بالله شر مدقع و طفل مشرد و أنت عندها السبب . و يبقى لنا أن نستعرض نماذج التربية لكي نتعلمها معاً و لكي نتعلم كيف نرسخ عند الطفل منهجية للتفكير إيجابية ناجحة من الممكن أن تكون بالنسبة له كالحصن الذي يحميه من كل الأفكار الشيطانية التي قد يتعرض لها في غيابنا عنه وسط زملائه الفاسدين المُفسدين . تلك المراحل الثلاثة هي بمثابة الأمر التمثيلي الذي يشرح أن تكوين الأشياء عادة ما يحتاج أكثر من مرحلتين .


أما  بالنسبة لمفاهيم وأسس تربية الأطفال عملياً فإن الأساس فيا أن لطفلك عندما يسألك عن شئ فإنه يستفسر عن شئ له علاقة بالمرحلة الأولى مباشرة ، فهي المرحلة التي يتعرف عليها بفكرة و هي التي يراها أمامه فهي النتيجة الواضحة أمام عينيه .


فمثلاً و كما قلنا يسألك طفلك عن شئ مثل كيف تسير السيارة ؟


فهو هنا يستفسر عن شئ رأه من أن السيارة تسير و هذا السؤال يبحث في شئ يتكلم عن مرحلة من التفكير نتيجة لكون أن السيارة يتم تصنيعها في مصانع كبيرة و يهتم بها العديد من المهندسين و العمال ، كما أن تصميم السيارة أساساً يخضع للتجديد و الإبتكار بما يسمح بتوفير أكبر قدر سواء من الراحة أو القوة أو المتانه أو السرعة ، ثم تتداخل كل هذه العوامل التي تخضع لتطور العقول البشرية و تميز أصحاب الإختراعات مثل " فورد " صاحب إختراع أول سيارة .


و الغريب أن الأب يتجاوز كل تلك المراحل فيجيب على إبنه بكل بساطة


 فيقول : علشان فيها موتور يا حبيبي ؟


و كأن الأب عطل عقل الإبن وأراد له أن لا يعمل فأهمل تعويد الإبن على التفكير و التوصل لكل تلك التفصيلات الداخلية الدقيقة و التي سوف تجعل الإبن بالطبع يهتم في حياته بعد ذلك بأن يعمل على تحليل الأمور لتفاصيلها ، كما أنها ستساعده بالطبع على تفصيل المشكلات التي تواجهه في حياته إلى الدرجة التي ستجعلة يقف منها موقف المستفيد حيث أن تحليل الأمور يساعد على إكتشاف أفضل الطرق لحل المشكلات .


و في هذا المثال قد تعمد الأب من غير قصد في أن ينتقل بالإبن من المرحلة الأولى التي في التفاعل الإيجابي مع الطفل إلى المرحلة الثالثة المسئولة عن التعرف على التفاصيل و الأسباب و ذلك بإجابته الإجابة المباشرة و التي ستصل بالطفل إلى أن يستوعب الإجابة لا أن يتعلم إستنتاجها .



و لذلك تكون النتيجة عادة تكوين شخصيات سلبية تعتمد عادة على المجتمع من حولها و لا تستطيع تكوين رأي داخلي من نفسها و هذا ما يدعو المرء للحزن على أشباه الرجال الموجودون في مجتمعنا الحالي


هذا بالتأكيد أمر صعب الفهم !!....


ولنعطى مثالاً يتوافق مع مرحلة الطفولة وقد يمتد إلى مرحلة المراهقة المبكرة


       فمن المعروف علمياً أن مراحل التفكير عند الإنسان تمر على ثلاث مستويات هى :-



  • من سن صفر – سن 5 سنوات و هنا الطفل يسأل كل أسئلته بصيغة لماذا .

  • من سن 5 حتى سن 12 و عندها الطفل يسأل كل أسئلته بصيغة لماذا لا .

  • من سن 12 حتى 75 سنة مرحلة التبرير وإعطاء الأسباب .


       وفى المراحل الأولى من التعلم عند الطفل و التي يكون أساس التعامل فيها عند الأباء و الأمهات مع الأطفال هو عادة ما يكون إسلوب الإستعقاق كما سماه الدكتور حمدي شعيب في كتابه (( فقه الظواهر الدعوية )) و التي يكون مفادها أن الوالدان لا يسمحون لأولادهم بالتفكير أصلاً و يكون التأثير الواقع بسبب ذلك أنهم يكونون السبب الرئيسي في كون إتجاه أولادهم نحو العقوق و ذلك لأن الإبن يصل إلى مرحلة التلقي التام فلا ينفع معه النصيحة القائمة على إعمال الفكر و لا ينفع معها إسلوب العقاب الموجه و لا ينفع معها تدخل المتخصصين فلا ينفع معهم الإرشاد و لا التربية المتأخره ستكون مؤثرة بشكل كبير أو فعال و عندها يكون مذهب  الوالدان في التربية هو الكبت ..


و تذكر أيها المُربي ففى المرحلة الأولى عندما يسأل طفلك لماذا ؟ ، لماذا ؟ لماذا ؟


 بشكل ملحّ ومستفز حتى إذا غضب الأب ضربه أو رفع صوته عليه وكذلك عندما تهمله أمه ولا تهتم بأسئلته يكون بالطبع  سلبياً أو عدوانياً فاشلاً .


       والغريب أن أسئلة الطفل فى هذه المرحلة عادة ما تكون أسئلة بدائية ولكي يتعلم الطفل منها منهجية التفكير يجب أن نتابع معه تصاعد الأمور بشكل منطقى  .




تحدثنا في المقالات السابقة عن مقالتين الأولى بعنوان كن لإبنك طفلاً -1- والثاني بعنوان كن لإبنك طفلاً -2- وكن لإبنك طفلاً -3- وكن لإبنك طفلاً -4- وكن لإبنك طفلاً -5- وكن لإبنك طفلاً -6- تحدثنا فيهما عن اهمية بناء الوعي لدى عقل الطفل بداية من مولده وحتى نشأته وتحدثنا عن منهجية التفكير وكيف اننا يجب ان نستوعب اهمية بناء منهجية عقلية لبناء استراتيجيات فاعلة لتهيئته لمواجهة الحياة وقد ناقشنا قبل ذلك مقالة بعنوان القرآن ومنهجية التفكير للدكتور بسام جرار أدعوكم لمتابعة كل هذه المقالات وقرائتها مرة تلو مرة حتى نفهمها بالتفصيل.


No comments:

Post a Comment