nezarkamal.com

يأتيني كثير من الأمهات يقولون “طفلي كثير البكاء عمره أربع سنوات” أو “طفلي كثير البكاء عمره ثلاث سنوات” ولهذا فإنني سأتحدث في هذه المقالة عن اساليب ابداعية في تربية الاطفال العنيدين وكيف نصل بالطفل العنيد لكي يستثمر عقله وفكرة ليتعلم منهجية التفكير السليمة
وقد تحدثنا في المقالات السابقة عن مقالتين الأولى بعنوان كن لإبنك طفلاً -خطوات تربية الطفل تربية ابداعية- والثاني بعنوان كن لإبنك طفلاً -كيف تربي طفلك تربية اسلامية صحيحة- وكن لإبنك طفلاً -كيفية التعامل مع الطفل الشقي وتربيته- وكن لإبنك طفلاً -أسس تربية الأطفال عملياً- وكن لإبنك طفلاً -تربية الأطفال تربية نموذجية صحيحة- وهذا المقال كن لإبنك طفلاً -الإسلوب الحواري الإبداعي مع الأطفال- حدثنا فيهما عن اهمية بناء الوعي لدى عقل الطفل بداية من مولده وحتى نشأته وتحدثنا عن منهجية التفكير وكيف اننا يجب ان نستوعب اهمية بناء منهجية عقلية لبناء استراتيجيات فاعلة لتهيئته لمواجهة الحياة وقد ناقشنا قبل ذلك مقالة بعنوان القرآن ومنهجية التفكير للدكتور بسام جرار أدعوكم لمتابعة كل هذه المقالات وقرائتها مرة تلو مرة حتى نفهمها بالتفصيل.
تربية الطفل ليست مهمة سهلة وكذلك ليست مستحيلة، والأمهات والآباء لديهم العديد من التحديات مثل علاج الطفل من العصبية المفرطة أو ما يسميها المتخصصون العادات السيئة التى يمكن أن تؤثر على حياة أطفالهم، وعلى الرغم من أن الطفل العنيد يخلق مشكلات وعادات مزعجة يمكن أن تثير غضب الوالدين، لكن الآباء والأمهات أيضا لديهم بعض العادات السيئة المزعجة التى تخرج فى بعض الأحيان عن نطاق السيطرة وتؤثر بالسلب فى نفسية الطفل، ولكن على الوالدين تفهم حاجات الطفل العنيد، وكيفية التعامل معه بطريقة صحية.
أقدم لك مجموعة من الخطوات تساعد الأبوين وتجنب الوالدين تربية الطفل العنيد بشكل خاطئ، والفهم الصحيح والصبر يجب أن يكون وسيلة الوالدين فى التعامل مع تربية الطفل، فتربية الطفل الخاطئة تؤثر على الطفل عقليا وجسديا
النجاح في التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء
أن يكون الرجل أباً أو تكون المرأة أماً ليست مهمة يتم تعلمها فى ليلة وضحاها، ولكنها مسئولية كبيرة تحتاج لمزيد من الالتزام والصبر للتعلم ولإحتراف نقل القيم والمعتقدات للطفل، وحيث أن تربية الطفل العنيد الخاطئة يمكن أن تؤثر عليه عقليا وجسديا في المستقبل القريب، والطفل العنيد هو الذى يشكو منه الجميع دائما من سوء تصرفه و ضعف مستواه فى المدرسة، وكذلك عدم قدرته على مواكبة الأنشطة الدراسية المطلوبة، وعدم تفاعله مع زملاء الدراسة، وغالبا ما يرجع ذلك لتعرضه لمعاملة غير سوية من والديه.
ومن الصعب في تلك المرحلة أن تنفع معها عمليات الفكر الجراحية التى ترتكز على انتزاع الأفكار السلبية من جذورها ، فهى أفكار سرطانية يكاد يكون من المستحيل تطهير الجسم منها .
كيف نتعامل مع بكاء الطفل العنيد:
لن أخبر الأم أن اتركي طفلك يبكي قليلًا وتجاهلي بكاءه لبعض الوقت، وعندها ستلاحظين توقفه عن البكاء بمفرده وابتعاده عن هذه الطريقة للتأثير عليكِ.
ولاحظي أنه إذا استمر في البكاء فأخبريه بأنكِ لن تتحدثي معه إلا بعد توقفه عن هذا الأمر، وناقشيه فيما يريد وسبب رفضك له بأسباب منطقية وبطريقة مبسطة يمكنه فهمها.
هذه الطرق أصبت مستهلكه لدى الأطفال العنديين أنفسهم لأنهم اصبحوا خبراء في فهم النفس الأبوية وكيفية التعامل معها، لأنهم يبذلون وقتاً أطول في دراسة حركات الأباء وطرق التعامل معها، لقد أصبحوا اليوم خبراء.
بكاء الطفل للحصول على ما يريد
لن أخبركم بالطبع كون أن هذا الإسلوب الحوارى اللطيف بين الأب أو الأم مع ولدهما سوف يساعد بالتأكيد على علاج مشكلات بكاء الطفل للحصول على ما يريد فعندما يُصر الطفل على البكاء يُستخدم هذا الإسلوب لحلحلة الإسلوب العنادي المتأصل لدى الطفل العنيد وسيساعد بالتأكيد على توطيد الصلات الاجتماعية والعاطفية والأسرية بين أفراد الأسرة لتصبح أسرة مترابطة متناغمة سعيدة … وياله من حلم …
التعامل الناجح مع الطفل كثير البكاء
نجح بعض أولياء الأمور فى تربية أولادهم التربية السليمة والتخلص من نسبة كبيرة من صفات الطفل العنيد، وكان هذا بالنسبة لهم مكافأة ربانية نتاجها استقرار أسرى وتفوق الأبناء في حياتهم فكرياً واجتماعياً ودراسياً ، وعلى العكس كانت البيوت الأخرى التي تحرص على توفير احتياجات أطفالها الرئيسية من مأكل وملبس ومستلزمات حياتية أخرى منها المستلزمات الدراسية وغيرها.
هذه البيوت لا تكاد تمر أيامها إلا تستعرض معها تفاوت عصيب بين مبادئها المعلنة والواقع الأليم لأطفالها الذين تراهم إما خارجين عن طوع أبائهم و أمهاتهم أو ببساطة قد تجدهم خارجين عن القانون ما بين من يتعاطى المخدرات أو من يشرب ما يسمى بسجائر البانجو وغيرها و كل ذلك لا يكون إلا بسبب الأسرة المفككة و التي لم تعاون أبنائها في مراحلهم التربوية الأولى و كل ذلك بسببك أنت أيها المُربي .
علاج بكاء الطفل:
العلاج بين أيدينا و ما علينا إلا أن نلتزم به و نستمتع بالتعامل معه فإن فيه النجاح المُستقبلي لأولادنا و كذلك مُتعتنا الإيمانية بزهرة الحياة الدنيا المُتمثلة في أبنائنا وفلذات أكبادنا وهو ما سنستعرضه في النقاط التالية.
الوالدان ربما لا يدركان العواقب السيئة لسوء تربية الطفل
العديد من الآباء والأمهات لا يعلمون مدى السلبية وخطورة العواقب السيئة لسوء تربية الطفل، وفى معظم الحالات التربية نستوعب أن هناك بعض الأمهات تجبر الطفل العنيد على فعل بعض التصرفات الخاطئة، ربما يكون ذلك عن طريق التحيز بين الأطفال فى نفس الأسرة، وربما يكون بالاعتداء الجسدى أو الصوتى، وهذه الأشياء يمكن أن تؤثر سلبا على الطفل سواء في حاضرة او في مستقبله، وفى مثل هذه الحالات، يجب على الأبوين تعلم كيفية السيطرة على مشاعرهم وغضبهم أولاً ومن ثم السيطرة على هذه العادات الخاطئة حتى تحول مستقبل الطفل للاتجاه السليم.
فمن أولياء الأمور تجد أنهم أصحاب فكر مذهبي أو إتجاه إيماني ثم إنك إذا نظرت لحياتهم لتتعلم منها و لتتعرف على نقاط قوتهم فإنك لا تجد في بيوتهم إلا كل مخذي و كل ما يدعوك للتعجب في التناقض السافر ما بين ما يطبقونه و ما يتكلمون به فالمبادئ التى يرفعون رايتها عادة ما تكون مبادئ إسلامية تربوية ناجحة تدعو لسيادة الدين وحب العلم وتميز الأخلاق ، وعلى النقيض تبحث حالهم الفعلى من تواضع مستوى أخلاق أولادهم وانهيار فى مستوياتهم العلمية والتربوية فتجدهم فى تناقض عجيب لا ينفع معه حينئذ العجب أو قد يصلح معه العلاج .
الصياح فى وجه الطفل يؤثر فى تربيته
من أهم الخطوات في تربية الطفل العنيد هي محاولة استيعابه وعادة ما تكون الخطوة الأولى المطلوبة من الأبوين هي التى يمكن القيام بها للحد من العادات السيئة للطفل العنيد هى وقف الصراخ فى وجهه، لأنها وحسب علماء التربية ليست بالطريقة المثلى للتربية الصحية والسليمة للطفل العنيد، ومن الأفضل التعامل معه بالإيجابية وبالحب والرعاية، فالصراخ يتسبب فى اثارة مشاعر الخوف النفسي وعدم الثقة بالوالدين ومن ثم فساد علاقتك مع الطفل، وزيادة حالة الهياج بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
هذه الأسر عادةً ما تشكو من أبنائها على الرغم من أن السبب الحقيقى يتمركز فى ضعف مستوى الآباء التربوى وليس فى سوء خلق الابن الذي هو نتاج البذرة التي قامت الأسرة بزراعتها وبالرعاية تعهدتها . والخلل هنا يكمن فى نوع الرعاية ، فإن كانت الرعاية جيدة كان النبت بإذن الله متميز وإن كانت الرعاية سيئة كان النبت كما هو واضح فى حياتنا من نماذج قاصة فاشلة ضعيفة غير ذات هوية واضحة .
الرعاية كما ذكرنا هى سر النجاح التربوى في التخلص من عناد الطفل والرعاية هى محط الاختبار وهى معيار التفرقة ما بين الابن أو فشله وهنا نحن نهتم معاً بأساليب الرعاية التى سنحوط بها أبنائنا، فإن نحن اهتممنا بالأساليب التربوية وتعلمنا كيف ننفذها، عن طريق تعلم تنفيذها بالطريقة الصحيحة ، فإن النتيجة المتوقعة هى التفوق فى تربية أولادنا بإذن الله، .. أليس كذلك ؟ …
المشكلات العائلية تؤثر على تربية الطفل
المشكلات بين الأبوين هي نقيض السعادة الزوجية ولذلك فالمشكلات تعتبر سبب رئيسى هام للتأثير على تربية الطفل بشكل سلبي قاتل للأمل والمحبة في عقله وقلبه، وأحيانا يصبح الطفل ضحية ويعانى الكثير من الآلام، خاصة عندما تنشب الخلافات أمامه ويرى التلاوح بالأيدي والإشتباكات الصوتيه بين الأب والأم، فهى تؤثر عليه عقليا مما تجعل منه شخصية مهزوزة وضعيفة عاطفيا وسريعة الاكتئاب لذا يجب على الأبوين التصرف بنضج وبناء جسور التفاهم بين بعضهم البعض فى محاولة تجنيب الخلافات والمشاكل وتقوية العلاقة وتقريب وجهات النظر، لمصلحة الطفل النفسية، وربما في حالة المشكلات الخطيرة يجب مناقشتها بعيداً عن الطفل ذاته.
الرعاية وأساليبها المختلفة قد تم إعدادها لكى ترتقى بالبيوت المسلمة إلى مستوى النجاح المثالى على مستويين الأول أخلاقى دينى والآخر علمى اجتماعى، وهذه الأساليب سوف نستعرضها معاً وسنتعرف على طريقة تنفيذها كما أننا سنتطرق إلى معرفة أهداف كل وسيلة وكل هذا ما سيعطينا رؤية عامة عن منهجية التفكير فى التربية والتعليم .
تطرقنا من قبل إلى استعراض نموذج الطفل وسؤاله عن القطار كيف يسير ونظرنا إلى الأساليب التى قد تستخدم مع الطفل من خلال تعامل والديه معه وهناك من الأمثلة الكثير، من المهم طبعاً أن نستعرض أفكاراً أخرى توضح أساليب الحوار المختلفة فى التعامل مع الأطفال بهدف تعليمهم منهجية التفكير السليم .
نموذج ابداعي للتعامل مع الطفل العنيد
سألنى أحد الآباء مثلاً عن موقف حدث فيه أن جاء الطفل إلى أبيه وأخبره أنه – أى الطفل – يتنمى أن يصبح سائقاً للتاكسى !! …
وسألت الأب هنا مستفسراً عن رد فعله . فقال الأب : سألت الطفل لماذا تود أن تصبح سائقاً للتاكسى ؟
ورد الطفل : لأنه يأخذ أموالاً كثيرة .
الأب: بس الفلوس مش كل حاجة .
الابن: أنا عاوز أطلع سواق تاكسى .
الأب: إنت عاوز بابا يحبك ؟
الابن: أيوه .
الأب: علشان بابا يحبك لازم تطلع دكتور .
وهنا ينتهى الحوار ….
إلى هنا كان الأمر ممتعاً بالنسبة للأب، حيث استطاع أن يوجه الحديث إلى أن يُعلم الابن أنه يجب أن يصبح طبيباً لكي يحظى بحب أبيه .
طفلك كثير البكاء بدون سبب: نصائح لازمة للتعامل معه
ليس من المعقول أن نتحكم فى عقول أبنائنا إلى هذا المستوى من السيطرة والذي سيؤدى إلى أن يصبح الطفل إما شخصية ضعيفة تابعة ليس لها القدرة على اتخاذ القرار أو على النقيض شخصية ثورية ترفض مبدأ الخضوع أو الطاعة من أساسه، وفى كلا الحالتين فالأمهات والآباء هم السبب .
أعرف أن الآباء يتسائلون الآن عن هذا المثال السابق وكيف أنه من الممكن أن نتعامل مع الطفل فى هذه المرحلة ؟ .. ومن المؤكد أن هذا سؤال مهم يحتاج منا إلى تخيل أسلوب جديد … هذا الإسلوب قد يغير من موقف الطفل ويساعد معه الأب .
الأطفال عادة ما يُحبون الحوار ، فهو يَعتبر ذلك الحوار تميزاً شخصياً له حيث إن تناوله بضع كلمات مع من هم أكبر منه سناً رفعة لقدره بين أقرانه من الأطفال و لذلك تجد معظم الأطفال فخرون جداً بزيارة أبائهم لهم في مدرستهم ثم تجدهم يتحدثون بها عدة أيام و لا يكاد ذلك اليوم يُنسى من حياة هذا الطفل ، لأن الطفل يحب أن يُهتم به ، و هذا هو الثمن .
نعم ثمن الطاعة ، فإذا أردت أن يُطيعك إبنك حتى لا يكاد أن يكسر لك أمراً ، و إذا أردت لإبنك أن ينفذ كل أوامرك ، و إذا أردت لطفلك أن يتمنى في داخله أن توجه له أنت أيها الأب أي أمر ، فيجب عليك أن تدفع الثمن و هو أن تهتم بالطفل الإهتمام المناسب .
و عادة ما يكون التناسب متساوي ما بين مقدار احتياجك لمستوى الطاعة من طفلك و ما بين مقدار حجم الرعاية الذي توليه لإبنك ، و الأهم من ذلك أننا لا نقصد على الإطلاق الإهتمام المادي بالطفل و فقط ، من أن تشتري له ما يريد ، أو أن لا تجعله يتمنى أي شئ إلا ووجده أمامه ، كل هذا جيد و لكن الثمن الذي يريده الطفل منك هو حقه من وقتك و رعايتك الخاصة ، فإذا استطعت أيها الأب أن تدفع ذلك الثمن فاعلم أنك قد أديت ما عليك أمام طفلك و بقي أن تؤدي ما عليك بينك و بين ربك من دعاء لولدك بالصلاح و الإصرار في الدعاء له و بقي شئ واحد يحفظ لك إبنك حفظاً مؤكداً و هو الصدقة !!
الصدقة تخرجها لله لا ينتقص منها مالك شئ و يحفظ الله بها ولدك و يمن الله بسببها بالفرج على الفقراء و المحتاجين فبالصدقة تتكامل الحياة و تتكافل الأمم و يحفظ الله لك بها أطفالك ، فكن حريصاً عليها و كن مداوماً في إخراجها و استثمر مالك فيها فبها يرتقي ولدك و يحفظه الله من كل شيطان رجيم و صديق أثيم .
تنقسم أنواع الحوارات مع طفلك إلى عدة أشكال أو أساليب نختار منها في هذا المجال ثلاثة أساليب شاملة مهمة هي :
-
الإسلوب الحواري الإستبدادي
-
الإسلوب الحواري التلقيني
-
الإسلوب الحواري البنائي
تختلف تلك الأساليب في إدارتها و استغلالها ما بين فرض للأمر أو تخيير في إتخاذ القرار و كلا الأساليب مفيد في التعامل مع الطفل و ذلك لتعدد المواقف و الإحتياجات فيجب أن يدرك الوالد أن اتقان تلك الأساليب مهم و لكن الأهم هو التنوع الإحترافي بين استعمالها .
The post تربية الاطفال العنيدين كثيري البكاء – كن لإبنك طفلاً -6- appeared first on دكتور نزار كمال - مختصرات النجاح.
from دكتور نزار كمال – مختصرات النجاح https://ift.tt/2CLUxtM
via IFTTT
No comments:
Post a Comment